ختام الأنبياء


للشاعر - الدكتور أحمد العلياوي

يا ختام الأنبياء .. مات محرابُ الضياء
فاطمٌ تبكيكَ سراً .. كيفَ لآ تبكي آلسمـآء
سيدي هل مت حقاً  يا ختام الأنبياء
راحلاً نعشكَ قد ضم  جراحاً وعناء
من لآل البيت ابقيت اذا عزّ الوفاء
فاطمٌ اجرت دموع الوحي من عين السماء
هكذا حان الرحيل .. في مساءٍ من عويل
قبركَ العرشُ السماوي .. كيفَ لآ تبكي آلسمـآء
يا ختام الأنبياء .. مات محرابُ الضياء
فاطمٌ تبكيكَ سراً .. كيفَ لآ تبكي آلسمـآء
يا سراجَ اللهِ تمضي فدها الأرض ظلام
والعمى عاد و لم يحفظ لأهلك الذمام
بيت آل البيت في أنحاءه ناح الحمام
و إلى قبرِكَ من فاطمَ قد سارَ الكلام
ماشياً فوق الهجير .. بخطى الضلع الكسير
ولهُ القبر تفطر .. كيفَ لآ تبكي آلسمـآء
يا ختام الأنبياء .. مات محرابُ الضياء
فاطمٌ تبكيكَ سراً .. كيفَ لآ تبكي آلسمـآء
فآر من قبرِ حبيب الله دمعُ المرسلين
وعلى صوتُ النبيينا لسمع العالمين
حاملاً جرحَ ابي الزهراء ضلعاً من أنين
إنهُ كسرٌ لضلع العرش للروح الأمين
سالَ دمع الأنبياء .. من فعالِ الطُلقاء
دفعوا البابَ عليها .. كيفَ لآ تبكي آلسمـآء
يا ختام الأنبياء .. مات محرابُ الضياء
فاطمٌ تبكيكَ سراً .. كيفَ لآ تبكي آلسمـآء
دفعوا الباب على فاطمةَ الطُهرِ البتول
واعدوا لهجومِ الدار احقادَ النصول
فأصاب القمرَ الطاهرَ مسمارَ الأفول
دمها فوق جدار الدهر باقٍ لآ يزول
دمها فوق الجدار .. وعلى الأرض خمار
هتكوا الستر جهاراً .. كيفَ لآ تبكي آلسمـآء
يا ختام الأنبياء .. مات محرابُ الضياء
فاطمٌ تبكيكَ سراً .. كيفَ لآ تبكي آلسمـآء
يا رسول اللهِ أنبيك بأفعال الزمآن
منعوا فاطمَ تبكي دمعُها كان آذآن
يعلن الحزن على موتِكَ يا فرضَ الحنان
فبنى الحُزنُ لها داراً على كل مكان
حُزنها يعني الكثير .. فأسأل الضلع الكسير
دمعُها للهِ يشكو .. كيفَ لآ تبكي آلسمـآء
يا ختام الأنبياء .. مات محرابُ الضياء
فاطمٌ تبكيكَ سراً .. كيفَ لآ تبكي آلسمـآء
ليتهُ العالمُ يفنى ليتهُ حلّ العذاب
وأراهم قدْ أهالوا فوق عينيكَ التراب
نزل الوحيُ يُعزي نائحاً أمَ الكتاب
فواصاياكَ بنا صارت هباءاً و سراب
ضيعوا الحق الأكيد .. بدأ الحكم الجديد
حكمهم كفرٌ وظلمٌ .. كيفَ لآ تبكي آلسمـآء